مفهوم الإيمان:
الإيمان
اعتقاد وقول وعمل. فهو اعتقاد القلب في الله ورسوله وكل ما جاء به الشرع
اعتقادا جازما لا يرد عليه شك، ولا ريبة ثم اتباع ذلك الاعتقاد بعمل
الجوارح حتى يطابق الظاهر الباطن.



الغيب هو الذي يتفاضل فيه الناس ويتفاوتون ولذلك يحسن أن نعرف ما هو الغيب
ثم ننطلق من ذلك إلى بيان أركان الإيمان.


مفهوم الغيب في الإسلام:
الغيب
في الإسلام هو: كل ما غاب عن حس الإنسان سواء بقى سرا مكتوما يعجز الإنسان
عن إدراكه بحيث لا يعلمه إلا اللطيف الخبير ، أو كان مما يعلمه الإنسان
بالخبر اليقين عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وقد يعلم الإنسان بعض
الغيب بتحليله الفكري أو نحو ذلك من الوسائل ، (وذلك في بعض ما يمكن الوصول
إليه بالوسائل المساعدة على توسيع مدى الحواس مثل المناظير وغيرها من
الأجهزة وهذا مما يدخل في الغيب النسبي كما سنرى).


أهمية الإيمان بالغيب:
إن
الإيمان بالغيب من الخصائص المميزة للإنسان عن غيره من الكائنات. ذلك أن
الحيوان يشترك مع الإنسان في إدراك المحسوس، أما الغيب فإن الإنسان وحده
المؤهل للإيمان به بخلاف الحيوان. لذا كان الإيمان بالغيب ركيزة أساسية من
ركائز الإيمان في الديانات السماوية كلها. فقد جاءت الشرائع بكثير من
الأمور الغيبية التي لا سبيل للإنسان إلى العلم بها إلا بطريق الوحي الثابت
في الكتاب والسنة كالحديث عن الله تعالى وصفاته وأفعاله وعن السماوات
السبع وما فيهن وعن الملائكة والنبيين والجنة والنار والشياطين والجن وغير
ذلك من الحقائق الإيمانية الغيبية التي لا سبيل لإدراكها والعلم بها إلا
بالخبر الصادق عن الله ورسوله.


أقسام الغيب:
1-الغيب المطلق: وهو الذي ليس للإنسان سبيل إلى العلم به عبر وسائل إدراكه أو حواسه وهو نوعان:

النوع الأول:
ما أعلم الله تعالى الناس به أو ببعضه عن طريق الوحي إلى الرسل الذين
يبلغونه إلى الناس ومن أمثله ذلك الشياطين والجن وما جاء من أخبارهم نحو
قوله تعالى: (
قل أوحى إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً ، يهدي إلى الرشد فآمنا به ، ولن نشرك بربنا أحداً).
النوع الثاني: ما أستأثر الله تعالى بعلمه فلم يطلع عليه أحد من خلقه لا نبي مرسل ولا ملك مقرب وذلك هو المقصود بقوله تعالى: (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو) ومن أمثلته العلم بوقت قيام الساعة، والموت من حيث زمانه ومكانه وسببه، وبعض ما سمى الله تعالى به نفسه ، قال تعالى: (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت)
وقال صلى الله عليه وسلم في بعض دعائه: (اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك
سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك)


2-الغيب المقيد النسبي:
وهو ما كان غائبا عن البعض مثل الحوادث التاريخية. فإنها غيب بالنسبة لمن
لم يعلم بها ، لذلك قال الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم بعد أن ذكر
قصة آل عمران: (ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون
أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون)


3-الغيب المقيد غير النسبي:
وهو كل ما غاب عن الحس بسبب بعد الزمان (المستقبل) أو المكان أو غير ذلك
حتى ينكشف ذلك الحجاب الزماني أو المكاني كما في قوله تعالى: (
فلما
قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر
تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في هذا العذاب المهين
) وذلك في موت سيدنا سليمان عليه السلام. ومن الأمثلة على الأمور الغيبية:

1)الروح: قال الله تعالى: (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)
2)علامات الساعة الصغرى والكبرى:
التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل: (وأن ترى الحفاة
العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان) وهذه من الأمور الغيبية
التي أخبر عنها صلى الله عليه وسلم ووقعت ، ومن العلامات الكبرى حديث
المسيح الدجال وأنه سوف يخرج في آخر الزمان ، وحديث الدابة وأنها ستخرج في
أخر الزمان.


أركان الإيمان:
وهذه
الأركان هي الركائز الأساسية التي يقوم عليها البناء الإيماني، وكلها تتعلق
بأمور يعتقدها المؤمن اعتقادا جازما بناء على ما ورده من خبر صادق بخصوصها
، كما أن هذه الأركان متفق عليها بين جميع الأديان المنزلة من عند الله
تعالى ، حيث دعى كل رسول قومه للإيمان بها كما قال الله تعالى: (
شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه)

ولا يصح إيمان المسلم إلا باعتقاده الجازم لجميع هذه الأركان اعتقادا صحيحا بعيدا عن الشك ، وهذه الأركان هي:


الإيمان بالله ، والإيمان بالملائكة ، والإيمان بالكتب ، والإيمان بالرسل ، والإيمان باليوم الآخر ، والإيمان بالقضاء والقدر) وهي جميعها متعلقة بالغيب حيث إن اعتقادها مبني على ما بلغنا من نصوص الوحي بخصوصها.

أركان الإيمان 2774525607