اهمية دراسة التاريخ والانثروبولوجيا

اهمية التــــــاريخ و الانثروبولوجيا

ظل الاهتمام بدريس التاريخ و اتخاذه كمادة علمية مهمل الاهمية في المدارس و الجامعات والمعاهد العليا و غيرها من مؤسسات التعليم بل ان الاهتمام بالتاريخ جاء كشئ ثانوي في كثير من المناهج في الدول العربية اذ افتقد التدقيق و التحقيق و ظل الغرب دائما هو المرجع الاساسي لصياغة تاريخنا .
وظلت مادة التاريخ مادة ارتبطت في اذهان دارسيها بالقصص و الاساطير و الارقام المملة لا العبر والدروس . ولم تحظى في المدارس بأهميتها الجوهرية.
و المصيبة الاكبر ان معلم التاريخ نفسه في كثير من الاحيان لا يدرك اهمية هذه المادة في صياغة العقول و تبصرة الاجيال بماضي الامة و حاضرها.
اذ ان الانطباع الاول المرسوم في اذهان بعض الدارسين للمادة انطباع سلبي .
لماذا التاريخ؟
ان الاخبار المعاصرة و التي تحدث امام اعيننا عرضة للتزييف فما بالك بالحقائق التاريخة التي مضى على حدوثها عشرات أو مئات السنين؟
هناك الكثير من الحقائق التاريخية المزيفة و التي توصل الانسان بالبحث والتنقيب الى حقيقتها و نذكر على سبيل المثال لا الحصر " المحرقة اليهودية في المانيا بواسطة هتلر " والتي اطلق عليها " الهولوكوست " و التي ادعى اليهود انهم كانوا ضحايا لها ،أول كتاب نشر حول إنكار حدوث الهولوكوست كان تحت اسم "الحكم المطلق" Imperium في عام 1962 للمحامي الأمريكي فرانسز باركر يوكي و من بعده المؤرخ المشهور هاري أيلمر بارنيس ، و المؤرخين جيمس مارتن James J. Martin وويلس كارتو Willis Carto ، و المؤرخ الفرنسي بول راسنير Paul Rassinier و المؤرخ البريطاني ديفيد إيرفينغ و غيرهم الكثير ، والذين اثبتوا ان الغرض من حدوث هذه المحرقة هو اقامة دولة اسرائيل .
و نأخذ مثالا اخر على بعض الاكاذيب التي يتم تداولها و السبب هو جهل المتلقي العربي بتاريخه ، وهي النجمة التي تتوسط علم المملكة المغربية ، اذ يعتقد الكثيرون ان النجمة هي نجمة تعود لليهود و لا يدرك هؤلاء ان النجمة تختلف عن النجمه اليهوديه والماسونية ، اذا ان هذه النجمة اسلامية المنشأ و اطرافها الخمسة ترمز الى اركان الاسلام ، اما طرفها المشير الى اعلى فهو يرمز للتوحيد الله عز وجل .
و بالرغم من ان اهمية التاريخ بالغة جدا كونه عنصر من عناصر صياغة الهوية و فهم الحاضر و التنبوء بالمستقبل وفهم طبائع الشعوب فان هذا العلم لم يحظى بالاهمية التي تجعل منه الفائدة المرجوة .
فطن الغرب الى اهمية التاريخ وغيره من العلوم التي اهتمت بدراسة الانسان كالأنثروبولوجيا او ما يعرف بعلم الانسان و التي اهتمت بدراسة نمط حياة الانسان و تاثير البيئة عليه على مر العصور فكان استخدام الانثروبولوجيا للتعرف على كيفية وصول لشعب معين إلى ما هو عليه. .و تم استخدام هذا العلم في فهم طبيعة الشعوب المستعمرة و كيفية التعامل مع هذه الشعوب
و الاحداث التي تجري في وطننا العربي و الاسلامي من استعمار يقوده الغرب ليست وليدة التطور التكنلوجي الذي وصل اليه الغرب وحده ، ولكن ايضا فهم خصائص الشعوب العربية و طريقة تفكيرها الذي وفر على الغرب الكثير من الجهد و المعاناة في الوصول الى اهدافه .
من النتائج الملموسة في واقعنا المعاصر لهذين العلمين ، الثورات العربية التي اطاحت بالحكومات ، و المراقب لهذه الاوضاع يدرك تماما ان الشعوب تسير في تحقيق مطامح الغرب و ذلك من خلال الآلة الاعلامية التي فهمت خصائص هذه الشعوب و كيفية التاثير عليها ، و قد يبدو الامر مستبعدا لدى الكثيرين ان يكون للغرب دخل في مجريات الاحداث الا ان المراقبين و المهتمين بدراسات علم النفس والانثروبولوجيا و الاعلاميات و المؤرخين و النقاد يدركون ان مثل هذه الاحداث لا تخلوا من ايادي الغرب .
ان الدراسة النظرية للعلوم بمختلف تخصصاتها لن تكون ذا فائدة الا اذا ما قرنت بالتطبيق العملي ، فعلم النفس يوفر الكثير من الجهد على المعلم في ايصال المعلومة للدارس ، و تسخير الاعلام لخدمة قضايا الامة ، كما ان الحوجة لدراسة العلوم المرتبطة بسلوك الانسان و اعادة البحث في التاريخ و المناهج المقررة بالمؤسسات التعليمية المختلفة تزداد يوما بعد يوم.

:جزاك الله خيرا

» دراسة امريكية حول الاستماع الي القران الكريم
» خمسة من أعظم الأخطاء في التاريخ
» معلومات عن اهمية حنان الام على دماغ الطفل
» دراسة: مؤشرات مبكرة تنذر بمرض التوحد
» دراسة : الشاي المغربي يساعد على حرق الدهون