أقول مستعينا بالله العزيز الحميد
قلب الأم غالبا يكون مدار حديث الناس وخصوصا النسوة حول ما يحدث لأبنائها من أمور وحوادث
فتجد الأم تردد قلبي دليلي وتصر على الأمر
وتقول لأبنائها بأن هناك شيء تخفونه عني وتردد الأم بإن احساسها بالأمر وقلبها يشعر به
وتزيد من الإصرار الشديد لمعرفة الأمر وأن هناك شيء مخفي عنها
فهل هو قلب الأم دليلها
ولكن غالبا ما تكون لا تعرف ماهية الحدث لأبنها أو أبنائها ولكنها تشعر بحدث ما
فهل هو حقيقة ام خيال
قبل سنوات طوال قرأت بحث روسي عن التخاطر و محاولة إخضاعه علميا
فأخذوا أرنب وفصلوها عن صغارها وأخذوا الصغار إلى غواصة وتركوا الام عند أجهزتهم
وصاروا يقطعون الصغار ويحاولون ملاحظة أثر مقتل الصغار على الأم
المهم ما جعلني أكتب متسائلا عن قلب الأم هو وفاة صديقي ورفيقي الدكتور رحمه الله تعالى وعلاقته بأمه وماحدث
فقبل ليلة من مصابه كان صديقي الدكتور رحمه الله قام بإيصال والدته ذات الثمانين سنة أو يزيد
وتمشي على الأرض وكأنها راكعة ومن كبرها ومعها شقيقه وشقيقته وأبنائها
وعند المطار وفي صالة التوديع قام بالسلام عليهم جميعا وأنصرف وإنصرفت أمه ومن معها لدخول صالة الصعود
فما الذي حدث
الذي حدث أن الأم خرجت مسرعة وعادت إلى الصالة وهي تنهده على إبنها الدكتور وتناديه
وعندها أخذت إبنها وقامت بإحتضانه فترة لا بأس بها وهي تقبله وتحتضنه
مما أثار إستغراب شقيقته وهي التي نقلت الواقعة بعد أن أخبرت بما وقع لشقيقها الدكتور
غادرت الأم وهي قلقة على إبنها
وعادت الأم وما ان رات الجموع في المطار حتى كان أول سؤال وتساؤل .. أين .الدكتور
عادت لتجد إبنها في قبره وتذكرت أخر إحتضان له في المطار
وسئلت الأم عن ذاك الإحتضان فقالت أحسست بشيء دفعني لإحتضانه وكأني أفارقه ولم أدفع التفكير فيه طوال أيام الإعتمار
جلست مع شقيقتي الأكثر قربا والأكثر علما وتسألت لها عن قلب الأم
فقالت شيء تشعر به الأم ولا تدري ماهو ولكن هناك شيء ما يبعث على القلق المميز للأم حول أبنائها
وهو غير القلق العادي الأخر
وهو شيء غالبا يكون في الصدر وعندما يكون لديك رضيع فتشعر وتدرك أنه يصرخ ليرضع أو يبكي لفراق أمه
ولكن مازال تعبير قلب الأم يزيد من حيرتي
فهل هو حقيقة أم خيال وهل دائما يصدق ويصدف أم أحيانا وأحيانا