بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى :
{يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم* الذي خلقك فسواك فعدلك* في أي صورة ما شاء ركبك}
(الانفطار:6 ـ8)
أي: ما الذي خدعك ياأيها الإنسان وأطمعك في ربك فجرأك علي عصيان أوامره, وتجاوز حدوده وهو( تعالي) خالقك, ومسويك, ومعدلك, ومصورك؟
والخطاب هنا موجه إلي كل كافر, ومشرك, وعاص من بني آدم, وهم من الخلق المكلفين, أصحاب الإرادة الحرة, ولكن غرهم الشيطان, وزاد في غرورهم الجهل والكبر.
ويستشعر القاريء لهذه الآيات القرآنية الكريمة وعيدا وتهديدا من الله( تعالي) في ثنايا هذا العتاب الرقيق, يتهدد أصحاب القلوب الغافلة, والضمائر الغائبة, وتذكرهم بنعم الله( تعالي) عليهم, وهي نعم لا تحصي ولا تعد, وعلي رأس تلك النعم خلق الإنسان في أحسن تقويم, في هيئة سوية معتدلة تميزه عن بقية الخلق, وهي معجزة المعجزات لما فيها من ايجاد من العدم, ومن طور تلو طور, وما صاحب ذلك من تسوية وتعديل وتركيب حتي يجيء الفرد من بني آدم في هذه الخلقة الحسنة التي فضله الله( سبحانه وتعالي) بها علي سائر خلقه.