سألني الناس عن سرِّ وَلَهي
... جنوني ... جمرِ الإحساس
لم أنا دوماً شريدُ البال و حبيسُ الأنفاس
ما عَرَفوا أني أحاكي السماء وأجالسُ الماس
متيمٌ في العشقِ بكلّ الحواس
حوريتي حبيبتي أجيبي سؤال الناس
أخبريهم أني عَرَفتُ امرأةً تختصرُ الأجناس
عَرَفتُ امرأةً يمتدُّ حُبُّها مِن بحرِ العربِ حتى فاس
عَرَفتُ امرأةً تكسُوها أنوثة
وبراءةُ طفلٍ وقتَ النُعاس
قطةٌ هي حين تنامُ في حضني و يغالبها النعاس
وإن قبّلتُها تناغم قلبها كصوت الأجراس
تبعثرني تلملمني كما تشاء
فهي حبيبتي، مليكتي
وأنا، عبدٌ يعلنُ الطاعةَ والولاء
أَصِلُ النهارَ بالمساء
كي أنام في حضنها وأقبّل الشفةَ الملساء
أتغلغلُ في بحرِ شعرِها وإن تعبتُ حاكَت لي الرجاء
تمارسُ الحبَّ بثورةٍ كأنها ليلةُ الشتاء
أُباغتها لأقطفَ من شفتيها زهرَ الرُمان
تُشعلني جمراً بمفاتنها أنهمرُ عليها كالطــُّوفان
سفينةٌ هي وأنا الراكب والرُبّان
على متنها تعلمتُ العشق جبتُ الخلجان
تُصارعني كالموج بقوةٍ وعنفوان
تبادلني الحب وتصدني في ذاتِ الأوان
حالكٌ شعرُها و ثغرُها بلونِ الأرجوان
من اقتربَ منه لسعته النيران
وأنا وحدي أعشقُ لهيبَ الثغر و جمرَ النيران
أضيعُ معها بين الصد والقبول وقضم الأسنان
كيف أراضيها وهي المد والجزر، الوصل والبعاد
أحبُّها مشاكسةً تهوى العِناد
أحبُّها ملاكاً بين العباد
تتقنُ دورَ الأسير ودور الجلاد
هذه حبيبتي بكلِّ ما فيها من طهرٍ وإلحاد
ترمي الطعم بعينيها وتنتظر الصياد
صوتها الأجشُّ يُشعِلُني رَغَبات
ويزدادُ اللهيبُ حين أسمعُ تلكَ الآهات
و تهمِسُني: اقترب أكثر في جوفِ المتاهات
لا تكترِث بصوتِ التنهدات
فالعشقُ أمدٌ
وأنتَ ...
في البدايات