شيدت فاس
على يد إدريس الأول على ضفة نهر فاس اليمنى ثم واصل ابنه ادريس الثاني
بناءها على الضفة الأخرى وذلك مابين 789م و 808م وكانت عاصمة لدولة
الأدارسة .
منذ تأسيسها وفاس قطب مشع في العالم الإسلامي كمثيلاتها العريقات في المشرق العربي.
استقبلت الأندلسيين و القرويين و أثر ذلك في ثقافتها و معمارها وغناها.وأتى
بناء جامع القرويين بأمر من فاطمة الفهرية ليزيد مكانة فاس العلمية و
الحضارية تألقا فصارت محجا لطلاب العلم من أوروبا و من العالم الإسلامي.
بعد
الأدارسة وبعد أن توالت على المغرب خلافات عدة ؛عادت فاس كعاصمة للمغرب في
ظل الدولة المرينية فعرفت عصرا مشرقا و بهيا بكل ماشيد بها ,خاصة فاس
البيضاء أو الجديدة بكل حدائقها و أسوارها و قصورها.
تميزت نفس الفترة أيضا بتجمع يهود المدينة وسكنهم في حي خاص بهم وهو حي الملاح .
لم
تكن فاس عاصمة للسعديين لكنها كانت كذلك في عهد العلويين و بالضبط إبان
حكم مولاي عبد الله الذي أسس بها مساجد و مدارس و مبان أخرى.
حاليا تعد فاس واحدة من كبريات المدن المغربية كما تعتبر مدينتها القديمة أكبر منطقة خالية من من المركبات والسيارات في العالم.
اختيرت
هذه الجوهرة المغربية الأصيلة من طرف اليونسكو كموقع من مواقع التراث
العالمي و تنظم بها عدة تظاهرات ثقافية و مهرجانات من بينها
مهرجانها الشهير للموسيقى العالمية العريقة والروحية.
يقدم
فن الطبخ الفاسي أجود واشهر الأكلا ت و الحلويات المغربية كما أن الصناعة
التقليدية الفاسية من خياطة و تطريز و صناعة جلود و أواني..غاية في التميز و
الأصالة. *******************************************************************************************الرباط هي عاصمة المغرب
أسسها المرابطون لدعم أمنهم ,لكن إشعاعها الحضاري لم يبزغ حتى عهد الموحدين
فبعد أن جعلها عبد المومن بن علي الكومي الموحدي حصنا لحماية جيوشه أتى
حفيده يعقوب المنصور ليجعل منها عاصمة لدولته فشيد بها مسجد حسان الشهير
وزادها تحصينا وحماية.
ومنها انطلقت جيوش مغربية للفتح في الأندلس ,و الرباط تلقب أيضا برباط الفتح نسبة إلى ذلك.في عهد المرينيين انتقصت قيمة المدينة بعد أن اختار المرينيون فاس عاصمة لهم.استقبلت
الرباط كمدن مغربية أخرى المسلمين المطرودين من الأندلس وقد أثروجودهم على
عمران المدينة فنجد بها مثلا السور الأندلسي (الموريسكي)الذي كان يمتد على
على طول 2400متر وقد شيد في عهد السعديين وساهم الأندلسيون بشكل كبير في
بناءه ؛كما تحمل بعض العائلات أسماء ا تدل على انتمائها الأندلسي.يوجد
بالمدينة سور آخر ذو تاريخ عريق وهو السورالموحدي الممتد من الغرب حتى
جنوب المدينة ، وهو مدعم ب 74 برجا، كما تتخلله الأبواب :باب لعلو، باب
الحد، باب الرواح، وباب زعير.من بين المباني الشاهدة على حضارة العاصمة المغربية أيضا قصبة الوداية التي بنيت في عهد المرابطين.في
عهد العلويين استعادت الرباط مكانتها كعاصمة سياسية وإدارية وتم تشييد
أسوار جديدة بها مثل السور الساحلي الذي أراد به السلطان محمد بن عبد الله
حماية المدينة من الهجمات البحرية،كما أضاف المولى رشيد قبله جزء آخر لقصبة
الاوداية العتيقة.المآثر التاريخية المتواجدة بالرباط و بعضها قد ورد في النص:* شالة المغرقة في القدم إذ تعود إلى القرن السادس أوالسابع قبل الميلاد.*السور الموحدي*السور الأندلسي*قصبة الأوداية* مسجد حسانكما
توجد أماكن أخرى يمكن فيها ملامسة الثقافة المغربية العريقة كالمتاحف
والأماكن التي تعرض فيها منتجات الحرف و الصناعات التقليدية.سور الموحدينقصبة الاودايةحديقة الأوداية*******************************************************************أصيلةمدينة
ساحلية مغربية تبعد عن طنجة بحوالي 45 كلم ,وبمسافة تناهزتلك عن مدينة
العرائش, تتميز باحتضانها لمهرجانات ثقافية و فنية و بهدوء وجمال ساحرين.
تلقب بجوهرة المحيط نسبة إلى
المحيط الأطلسي الذي يجاورها لكنها عرفت قديما بأسماء أخرى
كزيليس و أرزيلة و يسميها بعض سكان المناطق المجاورة بزايلا.
تعاقبت على أصيلة حضارات و أجناس عدة فقد حط بها الفينيقيون
و القرطاجنيون والرومان والنورمانديون ثم احتلت من طرف البرتغاليين و
الإسبان لكنها كانت تعود كل مرة إلى حضن الحكم المغربي.تتميز المدينة ببيوتها البيضاء وسهراتها الثقافية و بجو ودعة بديعة تلهم الكثيرمن الكتاب والفنانين فتجدهم يزورونها مرارا وتكرارا.من بين المرافق الجميلة أوالتاريخية بالمدينة: قصر الريسوني الرائع بمعماره وزخرفه وفسيفسائه؛
برج وساحة القمرة، حديقة تشيكايا أوتامسي التي سميت بهذا الإسم نسبة إلى الشاعر الكونغولي الراحل
،برج القريقية المطل على المحيط الأطلسي…
كما أن بالمدينة ميناء ا يزيدها بهاء ا و ثراء ا.يمكن لزائر أصيلة الإقامة في فنادق المدينة أو اكتراء فيلا أو بيت من بيوتها المجهزة المريحة المعروضة للكراء. ********************************************************************************مدينة شفشاون من المدن الشمالية المغربية استمد اسمها الأمازيغي من موقعها فأشاون تعني قرون وكلمة شفشاون تعني قرون الجبل إذ أن المدينة تحيط بها ،و تطل عليها قمم الجبال.
تأسست
شفشاون على يد علي ابن راشد سنة 1471م وكانت بمثابة قلعة يتصدى بداخلها
المجاهدون لمطاعم الغزو البرتغالي والإسباني كما أنها كانت ملجأ للعرب
المسلمين الفارين من الأندلس .لكنها
قبل ذلك شهدت الفتوحات الإسلامية فقد بنى موسى ابن نصير في شمالها الغربي
مسجدا وكذلك فعل طارق ابن زياد ببناءه لمسجد الشرفات .تعرف شفشاون إلى جانب طابعها الجبلي وإنحداراتها وأوديتها بكثرة زواياها و مساجدها .ومن بين مرافقها السياحية:القصبة؛ساحة وطاء الحمام،المسجد الأعظم ،ينبوع رأس الماء؛شلالات ومسجد الشرفات؛مغارات توغوبيت؛شلالات و وادي أقشور.. *******************************************************************أسست مدينة مراكش سنة 1062في عهد يوسف بن تاشفين وقد عرف الكثيرون المغرب باسمها حتى أن الاسم الإسباني للمغرب مرويكوس مشتق من كلمة مراكش.
الحمراء كما تلقب لقيت اهتماما من طرف حكام المغرب فقد شيد بها المرابطون مدارس
ومساجد ومرافق تجارية و تلاهم الموحدون بتأسيس القصور وتحديث مسجد الكتبية
في عهد ابو يعقوب المنصور ومع أنها همشت نوعا ما في عهد المرينيين إلى أن
السعديين أعادوا مجدها فجملوها وأسسوا بها قصر البديع و استمدوا ايحاأتهم
من المعمار الأندلسي و العثماني.
تعتبر مراكش واحدة من كبريات المدن المغرب و أعرقها و تتميز بسحرها الخاص.أجواء
جامع الفنا المسائية تذكر الكثير من السواح بقصص الألف ليلة و ليلة و
فنادقهاومرافقها الفخمة لطالما احتضنت المؤتمرات العالمية واستقبلت
الشخصيات العالمية.يختار الكثير من الزوار الإقامة في الرياض وهي منازل تتوسطها خضرة وتتميز بأصالتها ومغربيتها, كما أن التجوال بعربة
داخل المدينة اختياررومانسي و مختلف يتاح لمن تستهويه هذه التجربة المغرية
المآثر التاريخية حاضرة بقوة في هذه المدينة فإلى جانب الكتبية و قصر البديع السابقي الذكر نجد المنارة و حدائق أغدال أيضا.
وعلى بعد 30كلم من المدينة يجد الزائر نفسه في حضن طبيعة رائعة أمام المياه المتدفقة من شلالات اوريكة وهضابها واخضرارها الرائع.
مراكش مدينة غنية بكل مافيها ينعت سكانها بأناس البهجة و يعجز الكثيرون عن مقارنتها بأي مدينة أخرى ***********************************************************************************تكون المدن الساحلية
غالبا مقصد الناس في فصل الصيف لكن ما قد يتناساه البعض هو أن المناطق
الجبلية تكون أكثر برودة و أنها إن توفرت على الخضرة و الماء و الظلال
الوارفة فإنها تصير أماكن استجمام صحية و مميزة للغاية.
في المغرب تتربع مدينة إيفران(يفرن) في الأطلس المتوسط على ارتفاع 1655 متر بين فاس العريقة المكتظة وأزرو العالية الصغيرة لتتميز عن باقي المدن المغربية في أشياء كثيرة.
فإيفران بمبانيها التي يعلوها القرميد و جوها البارد و خضرتها و مياهها الغزيرة الرقراقة تجعل المرء يحس أنه في منتجع سويسريولاعجب أن تلقب إيفران بسويسرا الصغيرة .
في
هذه المدينة و محيطها تقف أشجار الأرز و السنديان شامخة كشموخ الأطلس
وتجذب الضايات ـ البرك كضاية عوا طيورا جميلة و مختلفة لتزين المكان.
جولة
صباحية إلى عين فيتال بإيفران قد تزود المرء بنشوة احتضان الطبيعة للإنسان
و استكشاف للجوار يجعل المرء يدرك بساطة عيش السكان الأمازيغيين بقطعانهم و
بيوتهم البسيطة المترامية على المرتفعات و حتى السفوح.
شتاء ا إيفران مقصد للمتزلجين و لمحبي الثلوج و على مدار العام الدراسي يقصد الطلاب الأكفاء جامعتها الحديثةجامعة الأخوينالمتميزة.
إيفران
عروس من عرائس المغرب ورغم حدثتها وكونها تحتضن المقتدرين قبل البسطاء إلى
أنها مدينة المغرب الكريمة التي يزورها الإنسان لتنقش في ذاكرته فتصحو
ساعة تعبه بجوها و نباتها و هدوئها و مياهها لتهدهد أفكاره.