المشاعر والاحاسيس بين الحقيقة والعرف

المشاعر والتعبير
كثيرا ما يختلط على البعض مفهوم المشاعر و طريقة التعبير عنها
فالمرتبط بالاذهان ان الدموع تعني الحزن والضحك يعني الفرح و
تقطيب الوجه يعني الغضب و هكذا فأن كل تعبير حسب المفهوم السائد
يدل على شعور معين .
ولكن لكل قاعدة شواذ ، فقد يبكي الانسان وهو في اشد حالات الفرح ،
وقد يضحك وهو في اشد حالات الحزن ، وقد يظهر الغضب و لكنه
ليس كذلك حقيقة .
هذه الحالات الشاذة التي ذكرناها تبدو وكانها تشترك في عامل
واحد الا وهو النفاق ، ولكن ليس الامر دائما كذلك .
فقد يبكي الانسان وتدمع عيناه من الفرح عندما يقابل شخصا
عزيزا كان في اشد حالات الشوق للقائه ، وقد يضحك
الانسان عندما يمر بازمة نفسيه تنسيه من حوله من البشر
فشر البلية ما يضحك .
وهناك بعض المواقف يضطر البعض فيها لأفتعال بعض المشاعر
لان هذا ما يفرضه عليهم الواقع والعرف ، فلو لم تبك المرأة على
زوجها المتوفى لقالوا عنها فرحه ، ولو لم تتاثر لطفلها المريض
لقالوا عنها قاسية القلب ، ولو دمعت عينا الرجل على فراق عزيز
عليه لاعتبر البعض هذا السلوك انتقاصا لرجولته .
وهكذا تحاك الاقاويل فتقع مشاعر
الانسان ضحية لما يلزمه به العرف ويقتضيه الواقع .
لندرك جميعا ان التنطع و التشدد في غير محله منهي عنه.
ان المشاعر الزائفة تورث في نفوسنا الشعور بالحرج والقلق
والشك و عدم الارتياح.
ان اكثرية الامراض النفسيه تخلقها ايماننا وقناعاتنا التي نستقيها
من واقعنا واعراف مجتمعاتنا وتعاليمه .
ولعل الافلات من دائرة المجتمع هو امر صعب لاننا نتعامل مع
قوانين واعراف غير مكتوبة تفرض علينا في غالب الاحيان دون
ان يكون لنا الخيار في قبولها او رفضها .
ولكن سواء كان هذا الامر صحيحا ام لم يكن فعلى الانسان توطين
نفسه وان يسير حيث الطريق الصحيح وليس حيث يقوده مجتمعه .

لا يصح الا الصحيح

ان هذا الموضوع لم ينتهي عند هذه النقطة ولاشك ان اضافاتكم
سيكون لها الاثر الكبير .