من إسرار النساء

منذ بداية التاريخ ونحن نرى المرأة هيهى المخلوق الوحيد الذي يشغل الجانب الأكبر من الحياة اليومية من اهتماماتاهتمامت الرجل ، شغل هذا الكائن الرقيق عقول الكثير من الفلاسفة والمفكرين والكتاب فيفيفى جميع الاتجاهات ، فيراها الإتجاهات ، فنراها عند الفيلسوف أنها مخلوق غريب الطباع والأطوار ، و يراها المفكر أنها بحر ملئ بالأسرار فلا يستطيع العقل إدراك نهايته ، ويتخذها الكاتب المحرك والمحور لكثير من أعماله الأدبية ، أما عند الشاعر ، فهي الملهمة التي تصعد بخياله إلى عنان السماء إذا كان يهيم بها حبا ، والملهمة أيضا لقصائد القبح والذم إذا كان به جرح منها .
ولم تشغل المرأة هذه الطائفة من أصحاب العقل والقلم فحسب ، بل شغلت الرسام ليتغزل في وجهها ومكوناتها بريشته ، وألهمت النحات فصنع تقسيم وجهها من الصخور والأحجار ، ونرى الموظف يقوم بأداء عمله على أكمل وجه إذا كان تجاه امرأة ، وربما يخترق القوانين طمعا في الاقتراب منها ونيل شرف رضاها ، حتى سائق المركبة، نراه يقف للأنثى بكل اهتمام وتقدير ، حتى ولو يكسر بهذا قواعد المرور ، ويتمنى أن تجلس بجواره امرأة بدلا من جلوس رجل بجواره .
إذا كانت المرأة هي المحرك لقلوب وعقول الفلاسفة والمفكرين والكتاب والشعراء ، وهى محور اهتمام الموظف والعامل والسائق ، إذن هي مخلوق عظيم ، لأنه لا يشغل العقل إلا شئ عظيم .

و طالعتنا كتب التاريخ أن بعض قادة الجيوش خاضوا حروبا عنيفة من أجل امرأة ، أو من أجل إرضاء امرأة ، وأن منافسات وخصومات بين أفراد وبين عائلات اشتعلت من أجل امرأة ، حتى بعض الملوك والحكام والرؤساء اتخذوا قرارات من أجل امرأة ، حتى خرجت مقولة " فتش عن المرأة "، نسمعها كثيرا عند أي منافسة بين الأفراد ، أو عراك بين العائلات ، أو عندما نعجز عن إيجاد السبب في المنافسات والخلافات .
وإذا كانت المرأة هي السبب في إشعال الحروب والخلافات ، فلا ينكر أحد أنها كثيراً ما تكون هي السبب في إخماد نار الفتن أيضاً ، فنجد في بعض الأحيان أن كلمتها لها سلطان أقوى من سلطان الرجل ، فيخضع لها القوم ، إما لرجاحة عقلها وسداد رأيها ، وإما تضامنا معها لكونها مخلوق رقيق ضعيف ،
ورغم أن المرأة في هذه المكانة عند الرجل ، إلا أنها مرّت في بعض العصور القديمة بأسوأ حال ، فقرأنا أنها كانت مخلوق تافه لا شأن له في الحياة ، ينظر إليها الرجل أنها منذر شؤم ، فينسب لها أسباب الشرور والبلايا عليه ، وأسباب الهزيمة إذا لحقت به ، والفقر إذا أصابه ، فيعود إليها ، يصب عليها كل ما فيه من غضب ، كأنها حقا هي الحائل بين انتصاره في معاركه ، والسبب في نزول الفقر والشر والبلايا عليه .
ولم يعرف الرجل أن إصابة الخير من الله سبحانه وتعالى ، وأن نزول الشر من الإنسان نفسه قبل أن يكون من المرأة .
ﭧ ﭨ ﭽ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑﰒ ﰓ ﰔ ﰕﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ ﭼ فصلت: ٤٦
غير أنه مقدر في الألواح قبل أن يخلق الإنسان على وجه الأرض

ووصلت المهانة بالمرأة إلي أقصي الحدود ، فقرأنا أنها في عصر ما كانت زوجة لأكثر من رجل في وقت واحد ، أي أن الأشقاء الرجال في الأسرة الواحدة ، يشتركون في الزواج من امرأة واحدة ، مهما كان عدد الرجال ، دون النظر إلي راحة المرأة النفسية والجسدية ، كما أنه ليس مهما أن ينسب الأولاد إلي رجل واحد من الأخوة بعينه ، أو إلي الوالد الحقيقي ، أو إلي الأب الأكبر .

حتى جاء الإسلام ، أعطى لكل مخلوق علي وجه الأرض حقه في الحياة ، وساوي بين الأبيض والأسود ، ومنح المرأة حقوقا كثيرة كانت مسلوبة منها في العهود السابقة ، منها التعليم والميراث وإبداء الرأي في قبول الزواج من رجل ما أو الرفض ، وحررها من عبودية الرجل الذي كان يستعبدها قرونا طويلة بحق وبدون حق .
ورغم أكثر من أربعة عشر قرونا من ظهور الإسلام ، ورغم انتشاره في أكثر بقاع الأرض ، إلا أنه مازال هناك الكثير من اعتداءات علي حرية المرأة وحقوقها في الحياة ، وخصوصا في الديانات الغير سماوية ، أي الديانات التي استحدثها الإنسان ، فنجد فيها المرأة إما مهانة إلي درجة الانحطاط ، ومسلوبة الإرادة كبعير في حظيرة الرجل ، وإما معبودة الرجل ، لها الحرية المطلقة التي تؤدي بها إلي الفجور
وهذا ما تريده الغرب ، نعم يريد اليهود وأعداء الإسلام أن تشيع الفاحشة في المسلمين ، فذهبوا ينددوا في المحافل الدولية أن المرأة في الإسلام ليس لها حقوق ، ونددوا بأن ختان المرأة اعتداء عليها نفسيا وجسديا ، وأوحوا لنا أن الإسلام لم يحث علي ختان المرأة .
والغريب أن الكثير من المسلمين وبعض مشايخ الأزهر ، أصبحوا أبواقا لنداءات الغرب ، وظهر بعض المشايخ المعممين وغير المعممين علي شاشات التلفزيون ، يقولون أن الختان عادة سيئة توارثتها الأجيال ، ولم يورد في الأحاديث أو القرآن أو عن السلف ما يثبت شرعية الختان ، وتناسوا أحاديث الرسول (  ) التي منها " إذا التقي الختانان فقد وجب الغسل " رواه أحمد والترمذي والنسائي ، عن عائشة ( نقلا عن كتاب كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث علي ألسنة الناس ) .
ومن عظيم فقه الإمام البخاري ، أنه بوّب بابا في كتاب الغسل ، وذكر الحديث السابق / كما ذكره الحافظ بن حجر العسقلاني في كتابه " فتح الباري في شرح صحيح البخاري " ، كما ذكره الإمام مسلم في كتاب الحيض ( باب نسخ الماء من الماء ) ،
وقال (  ) " إذا خفضت فاهشمي ولا تنهكي ، فإنه أسرى للوجه وأحظى للزوج "
وهناك رواية أخرى " اخفضي ولا تنهكي – أي لا تجوري "
رواه الخطيب في التاريخ – ورواه أبو داوود .
وقال (  ) " خمسة من الفطرة ، الختان والاستحداث ونتف الإبط وقص الشارب وتقليم الأظافر " .
ومن فتاوى الإمام بن تيمية حين سئل ، هل تختن المرأة أم لا ، قال نعم تختن ، وختانها أن تقطع أعالي الجلدة التي كعرف الديك ، ( من كتاب الفتاوى الكبرى لابن تيمية – المجلد الأول – المسألة رقم 19
كما أجاز الختان الإمام بن القيم في كتابه الذي بعنوان " تحفة الودود بأحكام المولود " ، الباب التاسع – الفصل السابع .
ورغم كل هذه الأدلة على أن ختان المرأة ليس عادة وهو من السنة ، تنكر بعض المشايخ صحتها ، وانساقوا وراء اليهود حتى تشيع الفاحشة بين المسلمين .
ولنكن صرحاء من أنفسنا و نتساءل ، ماذا لو لم تختن المرأة المصرية وزوجها يغيب عنها بالشهور بل بالسنوات مغتربا في السفر إلي دولة أخرى .؟.