الحمار و الحب

الحمار و الحب

تصادق ثلاثة حمار وارنب ودجاجة و فكروا ان يعيشوا جميعا معا ، بيجمعون ما يأكلونه في الصباح و يخلدون للنوم في المساء
او في وقت القيلولة .
و اتخذوا من احدى الاشجار الضخمة ظلا يقيهم حر الشمس و لهيبها المحرق .
كان الجميع فرحين بهذا التعاون الجميل لولا ان الحمار كان انانيا قليلا .
فعندما تاتي القيلولة يصعد احد الثلاثة اعلى الشجرة كي يكون متيقظا لما يدور حولهم و ينبه البقية للخطر القادم فيحذرونه .
في احدى المرات وبينما الدجاجة تاكل تلك الحشرات الصغيرة التي كانت على فرو الارنب ابصر الحمار هذا الموقف فازدادت غيرته على
صديقه الارنب ، لدرجة سقط متعمدا من اعلى الشجرة بجسمه الثقيل على الارض و ارتطم بها فهرعت الدجاجة و الارنب يتفقدان
صديقهما الحمار ، قفزت الدجاجة و بدأ الحمار يحترف التمثيل ورق قلب الدجاجة للحمار فازداد اهتمامها به .
كان الحمار سعيدا مسرورا بهذا الوضع ولكنه كان في الذات الوقت يأن من الالم .
وماهي الا ايام قليلة حتى عادت الدجاجة تهتم بالارنب مرة اخرى ، اشتد غيظ الحمار ، وفكر في مكيدة جديدة .
قرر ان يجذب انتباه الدجاجة بصوته فبدأ ينهق بصوت عالٍ ازعجت منه الدجاجة لكنها احرجت في ذات الوقت منه وما كان
منها الا ان عرفت مقصود الحمار فاظهرت اهتماما متزايدا به حتى يكف عن النهيق .
كان الحمار يقوم بتصرفات لاتناسبه (كحيوان وليس كحمار) ، فمرة يتمرغ في الوحل و يهرع الى الدجاجة كي تنظف فروه
وتارة اخرى يصطنع حبه للارنب طماعا في رضا الدجاجة فيجد منها الاهتمام اللازم .
وفي بعض المرات يقوم الحمار بتدبير الحيل والمكائد لايقاع عداوة بين الدجاجة و الارنب ولكن لم تكن الحيل لتنجح .
ضجرت البومة التي كانت تراقب تصرفات الحمار ولم تكن لتعجبها ، فوجدت الحمار يقف وحده بعد ان انتهى من اكل العشب
فقالت له ناصحة : ان ما تقدم عليه من تصرفات لا يناسب حجمك ، يجب ان تكون اكثر عقلانية و حكمه ، أنت تتصرف تصرفات
الصغار ، خذ نصيحتي و اذهب الى قطيع البغال والحمير ،ولا تحاول الايقاع بالارنب ، فمن حفر حفرة لاخيه وقع فيها .
بدا الحمار غير مكترث لكلام البومة و بدأ ينهق مجددا كان الارنب و الدجاجة ليسا ببعيدين من المكان ولكن لم تكن البومة او
الحمار يعلم بوجودهما و قد استمعا لحديث البومة الاخير فنظر الارنب الى الدجاجة ونظرت الدجاجة الى الارنب ووضع
كل منهما يده على فمه وبدءآ يضحكان من طرافة الموقف .
.
.
.
.
.
بالمناسبة
الى يومنا هذا لم يستفد الحمار من النصيحة و عندما سألناه لماذا لم تستفد من النصيحة قال : الحب بهدلة.
:بقلمي: