احلاام في الغابة

قبل أن تكون
أليس الصغيرة في بلاد العجائب..
كانت
أحلام في الغابة الصغيرة..

كانت حلم صغير ولد بمنزل ريفي بجوار غابة صغيره..
كان الكبار يظنونها الجنة والجحيم في آن..


كنت غالبا ما أقضي نهاري في غابتنا برفقة أمي وحدنا.. مازلت أذكرها تفرش بساطها الصغير في مكاننا السري.. والذي كان صخرة مرتفعة تشرف على القرية المجاورة تحيط بها زهور صفراء وبنفسجية غاية في الصغر وغاية في الجمال.. كنت أقفز حولها.. وهي تخرج فطائرها المحلاة ورائحة الشاي بالنعناع تدغدغ أنفاسي.. فألتهما بسرعة _جعلتها تقف قليلا معانده حلقي الصغير.. دوما كنت عجلة إلى أن ابدأ رحلتي.. وفي كل مرة أظن أنني تأخرت فلا أجد فتيات القصص الخرافية الصغيرات مختبئات بين الأوراق.. كانت التربة لعبتي المفضلة ونملاتي دماي الصغيرة.. فأجعلها تتسلق يدي وكلما طال صمودي دون ان تعلو صرخاتي كلما زاد انتصاري.. لكني غالبا ما كنت ارميهين بعيدا عندما يحاولن أن يقبلنني..كنت اتمنى للوقت ان يمتد هنا في عالمي الذي صنعته لنفسي ووحدي.. فهنا بيتي وضعت فيه ألعابي.. وهذه شجرتي وعلى جذعها حفرت اسمي.. وتلك الزهور تاجي الذي ازين به رأسي..
وما أن تبدأ الشمس تلملم اشعتها المتناثره مقرره الغوص في قاع المحيط.. حتى تنقلب جنتي الى ذلك الجحيم.. الذي ارقبة كل ليلة من الشرفه.. فيصبح عالمي مأوى للذئاب المتوحشة.. والكلاب الضالة.. كنت أغمض عيني بقوة.. حتى لا أسمع صوت البومة البشع وكأنه نذير الشؤم الذي سيحل بمنزلنا..

كبرت.. لكنني مازلت حلم صغير..
تسلل ليكتشف الجحيم..


لم أعلم أننا لا نحيا سوى بغابة.. كتلك التي أمضيت فيها طفولتي.. كان منزلنا جنة صغيرة.. وكنت أنعم بكل خيرلتها.. أمي وأبي وأخوتي.. وزاد جمالها صديقاتي ورفيقات دربي.. وحلمت فيها ببيتي وأطفالي.. كان لدي كل شيء.. الحب و الأمان.. والاستقرار.. وأتجرع السعادة لأخرها..
لم أكن أعلم أن جنة النهار ستختفي.. وأن النهار سينقضي.. وأن وحوش الليل ستغزو دار أهلي.. وستترك خلفها نعجة جريحة.. فكرهت الليل والألم .. وتمنيت الموت قبل أن ادخل الجحيم..
وهاقد عاد النهار.. وأشرقت الشمس.. وعدت أنعم بالجنة من جديد..

حياتنا ليست سوى تقلبات بين جنة النهار وجحيم الليل كما قال لنا الكبار..
فان كنت تعيش الليل فلا تجزع وأنتظر الفجر فانه قادم لا محالة

:بسم الله: مع الشكر اخي موفق