الوضع في الصومال الان

الأحد, 14 أغسطس 2011

في شهر يونيو المنصرم ارتفعت الصيحات المدوية تدقّ ناقوس خطرالجفاف الذي ضرب أغلب المحافظات الواقعة في جنوب الصومال من قبل الحكومة الانتقالية، والمجمتع الدولي، والمجتمع المدني الصومالي من: مؤسسات إعلامية وشركات تجارية وجمعيات خيرية ، وكل الخيّرين من أبناء المجتمع في الداخل والخارج ، كانت الصيحات تدعو إنقاذ المتضررين من الجفاف .

استجابة لهذه الصيحات تم افتتاح مخيمات للنازحين داخل البلاد خصوصا العاصمة مقديشو، وفي دول الجوار استوعبت آلاف النازحين من لهيب العطش والمجاعة والمرض، تقدّم الغذاء والدواء.

وفي 19 /07/2011م أعلنت الحكومة الانتقالية بلسان رئيسها شيخ شريف شيخ أحمد عن وجود مجاعة في البلاد لدى زيارته لمخيّم النازحين في مقديشو “Badbaado”، وقبل ذلك صرّحت حركة الشباب المجاهدين عن وجود الجفاف في المناطق الجنوبية، وأنها ترحّب بكلّ من يقدّم المساعدة للمتضرّرين مسلما كان أو كافرا، وتقدّم التسهيلات اللازمة لإيصال المساعدات إليهم بكل يسر وسهولة، - عدا المنظمات التي منعتها من العمل في المناطق التي تسيطر عليها من قبل - كما أعلنت الأمم المتحدة عن وجود مجاعة في محافظتي بكول وشبيلى السفلى، وتكاد المحافظات الأخرى تلتحق بأخواتهافي المجاعة.

الصيحات والتصريحات من الحكومة الانتقالية،وحركة الشباب المجاهدين، والأمم المتحدة ،والصور التي التقطتها وبثّتها وسائل الإعلام المرئية ، والحملات التي قادها الشيوح والعلماء والأعيان والوجهاء في الداخل والخارج ،حرّكت ضمائر الخيّرين من أبناء المجتمع الصومالي والمجتمع الدولي مما أدى إلى عقد لقاءات تفاكرية وتشاورية بين الشرائح المختلفة للمجتمع الصومالي في الداخل والخارج ،ومؤتمرات دولية -كمؤتمري روما ونيروبي- لبحث السبل الكفيلة لإنقاذ متضرري الجفاف.

بعد الصيحات والمؤتمرات تقاطرت المساعدات العينية والنقدية على النازحين من محسني الداخل والخارج من شخصيات ،وهيئات إقليمية ودولية ،إسلامية وأجنبية،ولكن يبدو أن الجهود المبذولة لانقاذ متضرري الجفاف والنتائج الملموسة في أرض الواقع غير متوازنة،فلا زال المتضررون من الجفاف وحتى النازحون منهم إلى المدن الكبرى مثل مقديشو يعانون الجوع والمرض ،يفترشون الأرض ويلتحفون السماء،فيا ترى أين تذهب المساعدات ؟ وهل هناك سوء الإدارة ؟أوعدم التنسيق بين المحسنين من جانب ، وبين موزعي المساعدات من جانب آخر؟ أم أن حجم المشكلة أكبر بكثيرمن الجهود المبذولة حتى الآن ؟

من الواضح أن عمليات الإغاثة تعاني من سوء الإدارة وعدم التنسيق والإستغلال، يظهر ذلك من خلال :

- عدم وجود مظلة أومنسقية تشرف على عمليات الإغاثة.

- عدم توفّر الأمن للنازحين في المخيمات التي يتواجدون فيها.

- تخزين مواد الإغاثة العينية في مخازن وعدم توزيعها على النازحين مما أفسح المجال للمساعدات النقدية،وبالتالي ظهور التضخم وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة في الأسواق المحلية .

- عدم مراعاة الأولويات في احتياجات المتضررين .

- تكرّر توزيع الإغاثة على بعض المخيمات مع وجود مخيمات أخرى لم تصل إليها المساعدات بعد.

- عدم وجود خطط لاستفادة المحافظات المتضررة من الجفاف من المساعدات على قدم المساواة.

- عدم تمرير المساعدات عبر أيادي نظيفة في بعض الأحيان، لأن هناك جهات تجمع المساعدات أوتتلقاها وهي جهات أياديها ليست نظيفة تحدوها الإنسانية والأخوة الصادقة، وإنما هي ذات أيادي وسخة يقودها الاستغلال والصيد في الماء العكر لتحقيق أهداف مشبوهة،ترى الأزمة فرصة سانحة للثراء،ومدخلا مناسبا للتغلغل في المجتمع لتجنيدالأتباع، أولتحقيق الشهرة والثراء.مما يجعل نصيب المتضررين من الجفاف والنازحين منهم التقاط الصور المهوّلة والمفجعة والمثيرة لضمائر الخيرين والمحسنين لتدريرهم ،ثم تحويل الحصيلة إلى حسابات خاصة في البنوك المحلية والأجنبية.

- استيلاء مواد الإغاثة من قبل إدارات النواحي.

- استيلاء الإغاثة من قبل مليشيات الحكومة قبل وبعدوصولها إلى مخيمات النازحين.

- ذهاب الإغاثة إلى مخيمات وهمية “Cirmar” يديرها بعض الانتهازيين التابعين للحكومة والمنظمات الدولية.

- جمع النازحين في مخيمات قهرية، هناك بعض ضعاف النفوس من أبناء المجتمع الصومالي يعتبر المجاعة والجفاف فرصة سانحة للكسب تراهم يكدّسون النازحين في مخيمات خاصة بهم ، يفاوضون كل من يحاول تقديم المساعدة لهم بتقديم حصة أونسبة من المساعدة لهم قبل تقديم الإغاثة إلى المتضررين،وإذالم يقدّم إليهم ذلك يستولون المساعدات، أويضعون العراقيل أمامها، هذه الفئة حوّلت النازحين رهائن لايمكن فك قيدهم إلابعد الفدية، النازحون يحتاجون من المجتمع الصومالي والجهات المسؤولية عن المناطق التي يتواجدون فيها تحريرهم من الأسر أولا قبل تقديم المساعدة.

كل ذلك يعني ذهاب الأموال إلى غير مستحقيها، ومضاعفة الجفاف وأطالة أمده، وفقد ثقة المتبرعين والمحسنين، وأخيرا خسائر فادحة في أرواح المتضررين وأموالهم.

الوضع الإنساني الذي فرضه الجفاف في الصومال والذي شاهدناه عبر الشاشات ، واستمعنا إليه عبر الاثير،يفرض على المجمع الصومالي :

- التجاوب مع حملات الإغاثة بإيجابية ،فهو المعني الأول بالأزمة بإيواء المتضررين ، والتقاسم معهم باللقمة والكساء والمأوى.

- التعاون مع الجهات المسؤولة عن مناطق الجفاف ،والمجتمع الدولي في ايصال المساعدات للمتضررين من الجفاف.

- الرقابة على توزيع المساعدات وايصالها لمستحقيها بالصورة الصحيحة.

وعلى الجهات المسؤولة عن المناطق التي ضربها الجفاف:

- إيواء المتضررين واستيعابهم في مناطق آمنة يأمنون فيها بأنفسهم وأعراضهم ومساعداتهم .

- وضع الخطط والآليات الضامنة لايصال الإغاثة إلى مستحقيها، وإبطال خطط أصحاب الأهداف المشبوهة والصيد في الماء العكر.

- ترشيد المساعدات بحيث تراعي فيها أولويات المتضررين.

- عدم وضع العراقيل أمام المساعدات من فرض القيود التعسفية والنفعية ، اللهم إلا القيود التي تضمن انسياب المساعدات وفق الخطط المرسومة لمراعاة الأولويات في احتياجات المتضررين، ولايصال المعونات لأكبر عدد ممكن منهم.

- إزالة آثار الجفاف وإعادة النازحين إلى المناطق التي نزحوا منها بعد تمليكهم مشروعات مدرّة بالدخل.

وعلى المجتمع الدولي :

- عدم تسييس الجفاف والإغاثة، وتغليب جانب الإنسانية على الجانب السياسي .

- عدم استغلال الأزمة واعتبارها فرصة سانحة لتحقيق الأهداف المختلفة للمجتمع الدولي.

- تمرير المساعدات عبرآليات وأيدي نظيفة وأمينة عن طريق وضع معايير واضحة للشريك الذي يتعامل معه.

- مراعاة الأولويات في احتياجات المتضررين.

- ايصال الإغاثة إلى المتضررين من الجفاف في مناطقهم الأصلية،وتذليل كل العقبات التي تعترض ذلك، لأن ذلك أقلّ كلفة للمجتمع الدولي ، وأفضل للمتضررين.

- وضع الخطط الكفيلة للإنتقال من المشروعات الاسعافية إلى المشروعات المدرة بالدخل.

بغير ذلك يستمرّ الجفاف ، وتستمرّ المجاعة، ويتواصل الاستغلال منها، وتؤدّي المجاعة إلى مجاعات أخرى - إن لم تتدخل العناية الإلهية-

وأخيرا ينبغي أن لا ينسينا الحديث عن الاستغلال وسوء الإدارة - اللذين صاحبا عمليات الإغاثة - التعاون والتلاحم والتكافل الذي أبدته الأيادي الصومالية الرحيمة والحنونة – بالاستعانة مع المحسنين الأجانب -والتي هبّت لمسح الدموع من مآقي الأطفال والنساء والشيوخ واليتامى والثكالى من أفراد وجمعيات وشركات في الداخل والخارج ، سوف يحفظهم التاريخ في سجل الخالدين ، ويذكرهم الرب في العليين.وهذا يدل على عمق ومتانة العلاقة الأخوية والإنسانية والإسلامية التي تربط بين أبناء المجتمع الصومالي ، وبقاء الأنسانية والرحمة في قلوب كثيرين من أبنائه ، كما يدل على نضوج المجتمع لحل مشكلاته الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والأمنية.

ودمتم عونا وذخرا للمتضررين من الجفاف.

قانوني صومالي مقيم في مقديشو

نقلا عن موقع الصومال اليوم http://www.somaliatoday.net

يارب كن معهم واغثهم يا الله الوضع في الصومال الان Images?q=tbn:ANd9GcQ8O13WxuVcMaDNvXFcdLEUUoinq4vVvyzt4e5fItUhQmp8FvahPA

» احد مسلمي الصومال سال شيخا
» القوات السورية تهاجم حمص بكثافة ودمشق ترفض بحث الوضع الانساني مع الامم المتحدة
» انطردى الان من الجدول
» حان الان موعد الصلاة
» صور عجائب الدنيا السبع حتى الان